













افتهان المشهري

نعم، لا بد أن تكون العدالة أولاً، فوق كل الاعتبارات، فوق كل المصالح الضيقة، وفوق كل الحزبية التي تمزق النسيج المجتمعي. إن تطبيق الأحكام الشرعية والقانون يجب أن يكون المبدأ الأوحد الذي يُبنى عليه استقرار أي مجتمع، وأن يُرفع فوق كل شيء وقبل كل شيء.

شيّعت تعز اليوم (30 سبتمبر) جثمان الشهيدة افتهان المشهري، المرأة الاستثنائية والحديدية، التي لم تكن مجرد مدير لصندوق النظافة والتحسين في تعز، بل نموذجًا للمسؤول الوطني الذي يحترم مهامه ومسؤوليته ويعمل من أجل الناس والوطن.

ما يميز تعز أنها وهي في حالة حرب وجبهات القتال تحيط بالمدينة، لم يتخلى سكانها عن حلم الدولة المنشودة دولة العدل والقانون والمدنية.

فُجعت تعز في الأيام الماضية مرتين: الأولى باغتيال فلذة كبدها افتهان المشهري، والثانية بتسونامي أحقاد وتعزير وضغائن ومكائد أطبق كفيه عليها إبان فاجعة الاغتيال، واتخذها نصلًا حادًا لغرز الطعنات في تعز، وللنيل من وطنيتها، وتدمير كيانها وتشويه حقيقة تاريخ وقيمة جيشها الوطني وأجهزتها الأمنية والعسكرية..

نجحت الحملة الأمنية، وبدعم جماهيري واسع، في القضاء على قاتل الشهيدة أفتهان المشهري والقبض على المتهمين معه، واعداد اخرى من المتهمين والمشتبهين.

الوضع مربك، لكن لا أحد في تعز ـ لا سلطة ولا مجتمع ـ راضٍ عن هذه الجرائم. والواجب الوطني يقتضي الاصطفاف مع الأجهزة الأمنية، ودعمها بوعي وعزيمة، كي تتمكن من تتبع الجناة، ومحاسبة كل من يتطاول على هيبة الدولة ويشوّه صورة المدينة.